هناك خلاف حول هذا الموضوع..... فالجمهور إستقر على أنها جنة المأوى .لقوله تعالى (وقلنا يا آدم أسكن انت و زوجك الجنة ) والالف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظى بل تعود على مفهوم ذهنى وهو المستقر شرعا من جنة المأوى وأيضا قول موسى لآدم عليهما السلام ((علام أخرجتنا ونفسك من الجنة...))
فى حين قال آخرون أن الجنة التى أسكنها آدم لم تكن جنة الخلد لأنه كلف فيها ألا يأكل من هذهالشجرة ولأنه نام فيها وأخرج منها ودخل عليه إبليس فيها وهذا مما ينافى أن تكون جنة المأوى
وهنا سؤال :كيف وسوس إبليس لآدم بعد ما طرد (أى إبليس) من الجنة ؟
فمعلوم أنه ليس له الكون قدرا فى المكان الذى طرد منه لا على سبيل الاستقرار ولا على سبيل المرور والإجتياز .
وكانت الإجابة عن هذا بأنه لا يمتنع أن يجتمع بهما فى الجنة على سبيل المرور لا على سبيل الإستقرار بها وأنه وسوس لهما وهو على باب الجنة أو من تحت السماء .
وهنا نذكر ما قاله أبى بن كعب :قال : إن آدم لما إحتضر إشتهى قطفا من عنب الجنة فانطلق بنوه يطلبوه له فلقيتهم الملائكة فقالوا : أين تريدون يا بنى آدم ؟فقالوا :إن أبانا إشتهى قطفا من عنب الجنة .فقالوا لهم : إرجعوا فقد كفيتموه ... فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسلوه وكفنوه وصلى جبريل عليه السلام ودفنوه " وقالوا هذه سنتكم فى موتاكم وهنا قالوا : لولا كان الوصول إلى الجنة التى كان فيها آدم وإشتهى منها القطف ممكنا "لما ذهبوا يطلبون ذلك فدل ذلك على أنها فى الارض لا فى السماء
كما أن ذكر الهبوط لا يدل على النزول من السماء فالله تعالى قال
إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم )...ولا مانع أن تكون الجنة التى أسكنها آدم كانت مرتفعة عن سائر بقاع الارض
وأختم هذا الموضوع بسؤال :
من هو النبى الذى أعطاه آدم من عمره خمسون عاما ؟